جسر المحبة .. المرأة ثورة .. والإنقلاب رجل

جمعتني مناسبة عمل بعدد من الزملاء مختلفي التخصص، ويعملون في عدد من المؤسسات الصحفية، عادة يبدأ التعارف بالاسم ثم التخصص، واحد برلمان والأخري رئاسة والثالث تحقيقات والرابع صحة والخامس أخبار والسادس رياضة وكاتبة هذه السطور، وعادة قسم المرأة متهم من الزملاء بأنه قسم النواعم المهتم بالموضة وطلاء الأظافر والتسالي ووجوده في النهاية مثل عدمه، فهو لا يؤثر في الشارع ولا في البرلمان ولا حتي في الأسرة علي حد زعمهم «غير المعلن» فهو كلام فارغ - وعلي حد اقتناعي إذا كان ما يكتب في صفحات المرأة كلاماً فارغاً فما يكتب في باقي الصفحات كلام مليان «كلام فارغ» علي حد قول الكاتب الساخر أحمد رجب - وعندما تعلن أنك تكتب للمرأة وعن المرأة فعادة ما يتبع ذلك ابتسامة خفيفة أو غلمبه بالعين مختفية وتكون مشاركتك في حوار متصل بالسياسة أو الهم العام مفاجأة.
وبالصدفة كان الحديث عن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد وأزمة الملف النووي الإيراني وكيف أن الدول الغربية تحاول الآن استرضاء إيران بحزمة مغريات.
وعادة في مصر والدول العربية الحديث يبدأ بالسياسة وينتهي بليلة البيبي دول، فالعقل العربي لا يهتم بتسلسل الحدث ولا يتذكر بداية الحديث، ولا يهتم بالموضوع قدر اهتمامه بالتسرع في التعليق عليه. وعلي غير العادة استمر الحديث فترة عن إيران والثورة الإيرانية، وهنا وجدت فرصة لتغيير رأي السادة الزملاء في قسم المرأة فقلت: نجاح الثورة الإيرانية يعود لمشاركة المرأة الفعالة فيها.
نظرت للحضور فوجدت نفس الابتسامة الساخرة وتبرع الزميل البرلماني قائلاً بسخرية مهذبة: «تصوري حتي هذه اللحظة كنت أظن أن الإمام الخميني له دور قيادي ولكن الحمد لله أن الحق ظهر قبل وفاتي، وعرفت أن المرأة هي التي قادت الثورة الإيرانية» استعرت كلمة محمد عبدالقدوس الشهيرة وقلت: «يا عمنا قول لي الفرق بين الثورة والانقلاب؟» تدخلت محررة الرئاسة قائلة: «الثورة تمرد شعبي ضد نظام حكم قائم والانقلاب تمرد فئة عادة تكون عسكرية ضد نظام الحكم» رددت: الفرق إذن هو المرأة، تدخل المحرر الرياضي متسائلاً باهتمام هذه المرة: «ماذا تقصدين؟»
قلت بزهو داخلي: «أي حركة تمرد دون مشاركة المرأة تفتقد مشروعيتها وشعبيتها فالمرأة في الحقيقة نصف المجتمع والثورة الشعبية الوحيدة التي شهدتها مصر في عصرنا الحديث هي ثورة ١٩ حين خرجت المرأة المصرية إلي جانب الرجل في الشارع وهتفت مثله ضد المحتل، وسقطت شهيدة، وكان للقيادات النسائية دور في حشد الشعب مثل القيادات «الرجالية» تماماً أما ما تزعم كتب التاريخ المدرسية أنه ثورات وليس سوي انقلاب عسكري كثورة عرابي وثورة ٢٣ يوليو فشل في الأولي ونجح في الثانية، والقاسم المشترك بين الحركتين أن المرأة لم يكن لها دور في الاثنين بل احتكر القرار والإرادة الرجل، الشعب رجل وامرأة ولا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم دون نسائه، وكما قال غاندي عندما تعلم رجلاً فإنك تعلم فرداً ولكن حين تعلم امرأة فإنك تعلم مجتماً بأكمله».

سورى يا لامبارد مش مكانه

ده

مضطر انقله

عفواا

يلا باي