في طرقات المحكمة وقف مصحوباً بحراسة مشددة ألقت انطباعاً عن أهمية القضية المعروض فيها ورغم ذلك إلا أنه وقف هادئاً مبتسماً وكأنه حقق انتصاراً لا يضاهيه انتصار حتي كانت المفاجأة عندما أدخله الضابط غرفة المداولة بمحكمة الساحل وتكشفت تفاصيل الاتهام الموجه له. وقف عماد الدين محمود أحمد عبدالله - 39 عاماً - سائق ومقيم بمنطقة الساحل أمام المستشار أحمد المرصفاوي قاضي معارضات محكمة جنح الساحل للنظر في أمر تجديد حبسه علي ذمة اتهامه بقتل صديقه عاطف عزت أسعد - 40 عاماً - مسجل خطر سرقات وبعد سؤاله عن ارتكاب الواقعة أم لا أجاب بحماس المنتصر مؤكداً قيامه بقتله ليغسل عاره بعد أن لوث شرفه ووضع رأسه في التراب بعد ان خانه وضرب بالصداقة بينهما عرض الحائط. تفاصيل الواقعة التي باشر التحقيق فيها عمرو سامي وكيل أول نيابة الساحل تعود ل8 سنوات عندما قرر القاتل مقاطعة صديقه والابتعاد عنه تماماً وانهاء أي صلة به بعد أن علم من الجيران بتردد صديقه علي منزله في وقت غيابه في العمل الأمر الذي يشكك في وجود علاقة غير مشروعة ومحرمة بينه وبين زوجته. اتخذ الرجل قراره وابتعد عن صديق عمره وسار في طريقه يلتمس الهداية والصلاح لزوجته الا أن الأخيرة لم تتفهم ذلك وظلت علي علاقتها بالصديق لكن هذه المرة بدأت تراعي تفاصيل اللقاءات المتتالية حتي لا يعلم بها الزوج المسكين واستمرت في علاقتها بحبيب القلب دون ان يدري المسكين بما يحدث علي فراشه في الوقت الذي يطحن نفسه في العمل من أجل توفير حياة أفضل لهذه الشيطانة حتي لا يترك لها الفرصة للنظر لغيره أو الانحراف لكنها لم تراع ذلك الأمر الذي علمه المسكين مؤخراً بعد أن رفض الجيران التستر علي أفعالها وأخبروا الزوج بأمر الرجل الذي يتسلل إلي منزله عقب نزوله للعمل. وبعد عدة تحريات أجراها الزوج تأكد من خلالها بأمر العلاقة الآثمة بين صديقه وزوجته قرر الانتقام فعاود الاتصال به بعد انقطاع دام بينهما ل8 سنوات أوهمه خلاله برغبته في رؤيته وان يتشاق له والأيام الماضية الأمر الذي أسعد الأخير لا لشيء غير انه بذلك سيكون أكثر صلة بالشيطانة التي أقام معها علاقته المحرمة وسارع إلي صديقه للقائه. في الساحل كان الصديق في انتظار الخائن وقد أعد له مفاجأة من العيار الثقيل فبدلا من ان يستقبله بالأحضان بعد طول غياب عاجله بطعنتين من سكين كان يخفيه بين طيات ملابسه فأصابت إحداهما رقبته في حين استقرت الثانية بقلبه والذي سبق وان طعنه فيه عندما خان صداقتهما. وقف المارة في حالة ذهول مما حدث وقد سقط الرجل مضرجاً في دمائه فاقد النطق والحركة في الوقت الذي ابتسم فيه عماد ثأراً لشرفه وظل منتظرا حتي حضر رجال الشرطة وألقوا القبض عليه وتحرر محضر بالواقعة وأخطر اللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة وأحيل المتهم للنيابة حيث أمر عمرو سامي وكيل أول النائب العام بحبسه 4 أيام علي ذمة التحقيق جددها المستشار أحمد المرصفاوي قاضي معارضات محكمة جنح الساحل 15 يوماً أخري.
موضوع: الصديق الخائن.. يستحق القتل 
10/7/2008, 3:25 pm
